التقويم الأمازيغي
محمد ارجدال
التقويم عبارة عن نظام زمني وضعه الإنسان وفق أسس ثابتة ليكون مقوماً و دليلاً لتواريخ حياته اليومية عبر التاريخ، و منظماً لحياته اليومية. و يمثل سجلاً زمنياً للسنين و أجزائها ، اعتماداً على ظاهرة طبيعية ثابتة أو أكثر . وأول من وضع التقويم هم قدماء المصريين الذين توصلوا إلى أن السنة تتكون من 365 يوما ، مقسمة على اثني عشر شهرا ثم هناك تقاويم أخرى مثل : التقويم الصيني، التقويم الهندي. التقويم ألجلالي. التقويم البابلي. التقويم الفرنسي، والتقويم السرياني والعبراني والكري كوري والامازيغي ثم الهجري.
فالتقويم الامازيغي كالتقويم المصري القديم ارتبط بالأرض وبالدورة الفلاحية فالسنة شمسية ، وتبتدئ السنة الامازيغية في اليوم الثالث عشر من شهر يناير الكري كوري ، ويسمى الشهر الأول من هذا التقويم ب " يان ءير " أي الشهر الأول باللغة الامازيغية . وقد اتخذ الامازيغ سنة اعتلاء الملك الامازيغي شيشونك chichounq عرش مصر كبداية لتقويمهم.إذ استطاع هذا الزعيم الامازيغي الليبي تقلد مناصب سامية وترقى فيها حتى عين ملكا فرعونيا سنة 950 ق الميلاد وأسس بذلك الأسرة الفرعونية الثانية والعشرين وحوالي سنة 935 قبل الميلاد اتخذ مدينة Bubastis عاصمة له ، واستقرت الأوضاع في وادي النيل على يده كما أعاد الاعتبار للنفوذ المصري بالشام ، والتي حصد فيها انتصارات فاستولى على مدن Ugarit ;biblos وأورشليم وظل الحكم متوارثا بين الأسر الامازيغية الليبية بعد وفاة هذا الزعيم لمدة قرنين .إلى عهد الملك " تافاناخت " من الأسرة الرابعة والعشرين .وقد عرف هذا التقويم الامازيغي بمجموع تامازغا بالسنة الفلاحية الشمسية ، خاصة وان قدماء الامازيغ يؤلهون الشمس واتخذوا لها معابد مثل معبد الإله آمون الذي يوجد بواحة سيوا Siwa بقرية أغرمي بمصر . وهي واحة لا يزال سكانها أمازيغ إلى اليوم ، حيث استطاع المستمزغ الفرنسي إميل لاووست أن يؤلف كتابا عن لغتهم وتقاليدهم صدر بباريس سنة 1931 تحت عنوان Siwa : son parler
والسنة الامازيغية تعتمد الدورة الفلاحية وترتبط بالأرض وما تنتجها من غلال ، وكل شهر له ارتباط بهموم الفلاح :
*yan ir :
yan ir artkccm tirghi akal ghunck ntlkit
id innayr tmlak anna tra
*brayr :
Brayr abu lmrayr
igh tswa gh brayr faghnts lmrayr
*mars :
Mars trssa kullu
nql s unzar ar tagarank amars
Igh illa igh ur illi duuàa tkmmlmt
*ibrir :
Ibrir ibrin aynna
*mayyuh :
Mayyuh iqqar kra ilzan
*yulyuz :
Yulyuz yaru lluz
*cutanbir :
Cutanbir cuf abluh
*ktubr :
Mdn ar kullu krzn gh ktubr walynni
Mulai atayyugank ayiwin ssmà
*nuwanbir :
Nuwanbir ikcm wamud ihllan
*dujanbir :
Dujanbir krd akhsay sfid akhzan udm alim
وتتخلل السنة الفلاحية الامازيغية فصول وفترات لها تسمياتها وخصائصها مثل : تاكرست ، تافسوت ، تمكرا ، ...
*ليالي (تاكرست ) فترة باردة وجافة مدتها اربون يوما ، تتخللها فترات مثل لبولدا وهي باردة جدا ومدتها أربعة عشر يوما ، أديس نوسلم مدتها سبعة أيام وتكون دافئة نوعا ما.
*خلال شهر مارس تأتي فترة تتكون من واحد وعشرين يوما تتوزع كالتالي : احيان مدتها 7 أيام جافة وحارة تتلف المحاصيل الزراعية ، لنطاح 7 أيام ، ايبرجكنيتن 7 أيام .
* سمايم وهي أيام جد حارة خلال فصل الصيف مدتها أربعون يوما.
* لعن صرت أيام تأتي خلال فصل الصيف ، ويضع الفلاح نباتا اخضر فوق محاصيله الزراعية غير المدروسة ( تافا).
ويصاحب الاحتفال برأس السنة الامازيغية عدة طقوس تختلف باختلاف مناطق تمازغا الشاسعة وتكاد تتفق على أن الإنسان الامازيغي يتمنى في هذه الليلة تحقيق متمنياته . ومن بين هذه الطقوس المتداولة بقرية تيمسورت بالأطلس الصغير بالمغرب ، أكلة " taglla n innayr " حيث تهيؤ المرأة الامازيغية وجبة العصيدة في هذه الليلة ويتم وضع مجموعة من الأشياء بها والتي لها دلالات ورموز معينة . ومن بين هذه الأشياء نجد اغرميaghrmi وهو نواة التمر " البلح " كرمز للنحل و اقا وهو نواة ثمرة شجر الأركان كرمز لوفرة الأغنام والماعز وتفركيت وهي لحاء جدع شجرة الأركان كرمز لزيت الأركان . وتتناول الأسرة جماعة الوجبة بعد إعدادها ، فمن وجد إحدى هذه الأشياء المذكورة فحظه سيكون وفيرا من الشيء المرموز إليه . وقبل تناول الوجبة تحمل منها المرأة ثلاث لقمات " tiàbbad " وتضع داخل كل واحدة حبة من الملح وتسميها بالأشهر الثلاثة الأولى من السنة ثم تضعها في إناء مكشوف حتى الصباح فتفحصها واحدة تلو الأخرى فإذا وجدت حبة الملح ذائبة في إحداها يكون الشهر الذي ترمز إليه مطيرا في اعتقاد العامة من الناس .
وإذا بقيت الحبة غير ذائبة فان الشهر يكون جافا .
كما أن المرأة تحمل المغرفة التي هيأت بها العصيدة وتذهب لتسترق السمع من بيوت الجيران ، فإذا وجدتهم فرحين يعني أن السنة ستكون خالية من الأمراض والأوبئة والعكس بالعكس .