مقدمة:
بعد تعرض السواحل المغربية للغزو البرتغالي، تمكنت الزوايا والشرفاء السعديين من تنظيم مقاومة شعبية ضد الاحتلال الأجنبي لاستعادة وحدة البلاد.
- فمن هم السعديون؟ - وما هي أسباب ونتائج معركة وادي المخازن؟
- وكيف كانت الدولة السعدية في عهد السلطان أحمد المنصور؟
الأسرة السعدية: سلالة شريفة:
ينتمي الأشراف السعديون لآل البيت النبوي الشريف، هاجروا من المشرق العربي في حدود القرن 14 م، واستقروا بمنطقة درعة، ثم انتقل فرع منهم خلال القرن 15 إلى منطقة تيدسي (حنوب غرب مدينة تارودانت) باعتبارها ملتقى للقوافل التجارية، وهناك أصبحت لهم مكانة خاصة اعتبارا لشرفهم ومساهمتهم في الجهاد ضد الغزو البرتغالي.
تأسيس الدولة السعدية:
وضع محمد القائم بأمر الله النواة الأولى للدولة السعدية سنة 1517م، متخذا من مدينة تارودانت مركزا لقيادة دولته بعد تنظيم قبائل المنطقة والتزود بالسلاح من عند الأوربيين المنافسين للبرتغاليين، وبعد وفاته سنة 1524 أتم أبناؤه أحمد الأعرج ومحمد الشيخ تنظيم الدولة وتوسيعها.
معركة وادي المخازن (معركة الملوك الثلاث): الأسباب والنتائج:
بعد توحيد مجموع التراب المغربي بين سنتي 1511 و 1549م، استقر الوضع بالبلاد، لكن السعديين اضطروا لمواجهة مشكل الخطر البرتغالي الذي ظل يهدد استقرار المغرب.
استغل البرتغاليون أزمة العرش الناتجة عن الصراع بين عبد الملك وابن أخيه محمد المتوكل الذي طلب مساعدتهم على استرجاع عرشه مقابل التنازل لهم عن الشواطئ المغربية. ولتحقيق حلمه بالتوسع في المغرب جهز دون سبستيان جيشا ضخما توجه به للقاء المغاربة قرب وادي المخازن يوم 4 غشت 1578 م.
انتهت المعركة بانهزام البرتغاليين وفقدان مَلكهم وسقوط بلادهم تحت السيطرة الإسبانية بعد ضم الملك فليب II البرتغال لحكمه سنة 1580م.
أكسبت معركة وادي المخازن المغرب هيبة سياسية وعسكرية في وجه الأطماع العثمانية والأوربية، كما أحرز المغرب كميات كبيرة من الأسلحة، وجلب افتداء الأسرى الأوربيين كميات من الذهب لخزينة الدولة.
الدولة السعدية في عهد السلطان أحمد المنصور (1578 – 1603م):
ولد أحمد بن محمد الشيخ المهدي بفاس سنة 1549م، وبويع في ساحة معركة وادي المخازن سنة 1578، فلقب بالمنصور (Le victorieux)، كما مكنت الفدية التي دفعها البرتغاليون لاسترجاع أسرى المعركة من الحصول على كميات كبيرة من الذهب فأضيف للملك لقب الذهبي (Couvert d’or).
عمل أحمد المنصور على تنظيم الإدارة والجيش وقرض ضرائب باهضة على السكان، كما جهز حملة عسكرية كبرى انتهت بالاستيلاء على تمبكتو (السودان) سنة 1591م فأصبحت حدود دولته تمتد حتى ما وراء نهر النيجر.
اعتنى السلطان بزراعة قصب السكر وتطوير مصانع تصفيته، فأصبح السكر المغربي يصدر لبلدان إفريقية وأوربية، وظف عائداته مع ذهب السودان في بناء عدة منشآت معمارية أعظمها قصر البديع بمدينة مراكش.
حظي المنصور باحترام الدول الأوربية وربط علاقات دبلوماسية مع بعضها كفرنسا وإنجلترا وهولندة، وتوفي يوم 24 عشت 1603 يعد مرضه بالطاعون، حيث دفن بفاس ثم نقل إلى قبور السعديين بمراكش.