مقدمة:
يعتبر نهج تنمية مستدامة تلبي حاجيات النمو الديمغرافي السريع وتضمن مستقبل الأجيال الصاعدة من أهم التحديات التي تواجه العالم المعاصر.
- فما هي مميزات دينامية سكان العالم؟
- و ما هي التحديات التي تخلقها؟
يعرف العالم نموا ديمغرافيا سريعا:
منذ مطلع القرن العشرين وسكان العالم يعرفون تزايدا سريعا بمعدل 73 مليون نسمة كل سنة (كل ثانية يزداد شخصان، أي حوالي 200 ألف نسمة في اليوم).
يرجع هـذا النمو الديمغرافـي السريع إلى ارتفـاع نسبـة التكاثر الطبيعي لكـون نسبـة الولادات أكثر من نسبة الوفيات.
انتقل عدد سكان العالم من حوالي 1.6 نسمة سنة 1200 م إلى 2.5م/ن سنة 2005 إلى 6.8 م/ن سنة 2009، وقد يصل العدد إلى 9 ملايين سنة 2025.
يختلف النمو الديمغرافي حسب مستوى التنمية:
تعـرف معظـم دول الجنـوب الفقيـرة (آسيا، إفـريقيا، وأمريكا الجنوبيـة) تزايـدا ديمغرافيـا سـريعا مما يـؤدي إلى فتــوة الساكنـة (42 % مـن سكان إفـريقيا سنهـم أقل من 15 سنة).
في المقابل تعرف دول الشمال المتقدمة (أوربا، روسيا وأمريكا الشمالية) نموا سكانيا
بطيئا، تنتج عنه شيخوخة الساكنة (بأوربا فقط 16 % من السكان سنهم أقل من 15 سنة).
بينما تعيش بعض البلدان مرحلة الانتقال الديمغرافي (أنظر المصطلحات).
يطرح النمو الديمغرافي السريع عدة مشاكل:
يخلـق التزايـد السكانـي السريـع حاجيات متزايدة، تنتـج عنها صعوبات خاصـة بالـدول الفقيرة.
بالـدول الفقيـرة والسائـرة في طـريق النمـو، تطـرح مشكلـة النقـص الغذائـي وانتشار المجاعة (كل 6 ثوان يموت طفـل من الجوع)، بالإضافـة إلى انتشار الفقـر (عـدد الفقراء يفوق 1.3 مليار يعيشـون بأقل مـن دولارين في اليوم)، وكذلك انتشار البطالة (أكثر من 200 مليون عاطل) والأمية واستخدام أراضي جديدة (يفقد العالم ما يعادل ملعب كرة قدم من الغابات كل 15 ثانية).
رغـم أن أغلبيـة الـدول المتقدمـة تعـرف تزايـدا ديمغـرافيا بطيئا أو سلبيا، فإن حجـم استهلاك الأفراد من الموارد الطبيعية يتزايد باستمرار مما يعرضها للاستنزاف، خاصـة المواد الغذائية والطاقية والخشب والتطهير بالإضافة إلى مشكلة العصر "التلوث".
التزايد السكاني والتنمية المستدامة:
يتـم النمـو الديمغـرافي السريـع علـى صعيـد الكـرة الأرضيـة حيــث الثـروات محـدودة ومقسمـة بشكـل غيـر متسـاو بيـن دول العالـم، كمـا أن كثـرة السكـان تضغـط علـى الأراضي وتدفع بالسكان نحو الهجرة الداخلية والخارجية.
بـمجموع دول الجنـوب خاصة بالمناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعـة، يـزداد التفـاوت الاجتماعي والجهوي بين الفقراء والأغنياء، بين البادية والمدينة وبين المدن الساحلية
والمدن الداخلية.
أمام هـذه المشاكـل والتحـديات، يبقى رهـان التنمية المستدامـة يطرح نفسـه بحـدة وذلك بالعمـل على تلبيـة المتطلبـات المتزايدة والحاجيـات المتجـددة للساكنة الحالية
مع الأخذ بعين الاعتبار مصالح وحاجيات الأجيال المقبلة.
الأحد يناير 08, 2012 8:09 am