كلمة الإفتتاحية

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعل البداية تكون متعثرة لكن بعد التعثر يكون التطور ، وهذه الصفحات التي نفتتحها اليوم ، نموذج بسيط على إرادة حقيقية لولوج عالم التكنولوجيا الحديثة في التواصل و التعليم ، من أجل بناء مستقبل يعيش فيه أبناؤنا حياة مواكبة لعصرهم ، يبنون حاضرهم ويخططون لمستقبلهم ، بعد أن يكونوا قد استفادوا من ماضيهم ... الذي أظن أن هذه التقنيات الجديدة اليوم ستكون جزءا منه اي من التاريخ الذي سينظر ليه من سيأتي بعدنا نظرة تناسب عصره بكل ما فيه من مستجدات...

الحديث عن عالم الأنترنيت يفرض علينا الحديث عن سلاح ذو حدين ، و لعلنا نساهم في جعل هذا الإختراع البشري مفيدا للمجتمع أكثر مما يمكن أن يكون ضارا ، وهذا ليس مهمة قاصرة على المؤسسات التعليمية ، بل أراه واجبا يتشارك فيه كل عنصر من عناصر العملية التربوية - أعني المدرسين والإداريين والأباء والفاعلين المدنيين والسياسين - كل حسب طاقته وفي مجال عمل .
أملي أن تساهم مؤسستنا ولو بنقطة بيضاء في هذا البحر الذي يزداد عمقا ، وتتلاطم أمواجه بالغث والسمين ، وما زالت ضفافه تتسع يوما بعد يوم ... لكنني متفائل جدا وكلي أمل أن تصير النقطة البيضاء الوحيدة (الآن) بحرا من النور (في الغد) يمسح هذا السواد المعتم ، الذي يستهوي ابنائنا ويغريهم نحوه مما يهدد المجتمع بأكمله - إن لم ينتبه للخطر المحدق به - بنشوء جيل من الشباب المدمنين على ثقافة الأنترنيت السلبية الهدامة...
كلمتي موجهة لكل إنسان غيور على مستقبل وطنه ، منفتح على عصره ، و يريد الخير لإبنائه ، لنكن يدا واحدة من أجل استثمار أحسن لهذه النعمة التي من الله بها على الإنساني ، نعمة الأنترنيت